الأحد، 29 يونيو 2008

التيار الجارف

ان من المفاهيم الجديده التي يصدق عليها منطقنا الحديث هو مفهوم الحركة والتطور. كل شي يتطور من حال الى حال. وقد اصبح من الواجب على رجال الدين ان يدرسو هذا التطور قبل ان يبدأو بانزالنا بكمية كبيرة من مواعظهم الخلابة.

انه لشيء مؤسف جدا جدا ان نرى اعزائنا من الواعظين لا يفهمون هذا الامر. ولهذا تجدهم يقاومون كل جديد وكان زمام الامور بايديهم ان يقولو ففيسمع الناس قولهم.

ومن الغريب جدا انهم حين يقاومون تيار التجديد في البدايه فأنهم يرضخون له ويخضعون في النهاية. يا لها من نكته فكم رأينا من الوعاظ يحرمون السفور ثم تسفر بناتهم بعد ذلك. وايضا رأيناهم في السابق يمنعون ابنائهم من دخول المدارس الحديثه ثم بعد ذلك ادخلوهم كالزرافات. ورأيناهم يحرمون الاستماع الى الراديو في يوم من الايام ثم بعد ذلك ادخلو في بيوتهم كأنه ابليس يدخل الباب بناب الحية. ولا اريد ان ازيدكم طرفه انهم كانو يحرمون الثلاجه في يوم من الايام.

وطبعا اليوم هم يحرمو الرقص والتبرج والخلاعة ومن يدري ربما نجدهم يرقصو في يومن الايام على انغام الجاز او يتحدثون عن الفن في الغنج والتهزير .

اذكر اني قرأت او سمعت عن احد الوعاظ الذي نصح احدا ان يقوم باخراج ابنه من المدرسة وقام باخافته من عذاب الله. فقام الرجل المسكين باخراج انبه من المدرسة وقام باستغفار الله. ولكن بعد فترة اكتشف ان الواعظ قام بادخال ابنه الى المدرسة. فقام الرجل المسكين بادخال ابنته الى المدرسة ولما جاء اليه الواعظ ليخوفه من عذاب الله قال له الرجل : اخدع غيري هذه المرة سيدي الشيخ.

لو نظرنا الى هذه القصة الطريفه فأن الواعط قد قام بادخال ابنه الى المدرسة مضطرا تحت ظغط التيار الاجتماعي الذي يحيط به. فقط حرم دخول المدرسة في البداية ولكن هو يريد الى ابنه مستقبلا مشرقا. ويبدو ان الواعط احس بأن الناس يحترمون صاحب الشهادة المدرسية ويفضلونه في الاعمال والوظائف فقام بادخال ابنه الى المدرسه ونسي انه كان يحرم دخولها من قبل.

وطبعا فالاب الذي يحرم ابنائه من دخول المدرسة وهو خائف من عذاب الله سوف يبتليه الله بعذاب اشد في الدنيا لانه سيرى ولده قد تخلف عن اقرانه في مجال الحياة وستكون ابنته قد جلست في بيته تبكي وتندب الحظ العاثر. حيث ان اصحابها قد فزن بالمكانة وبالراتب والزوج ايضا. بينمنا هي نائمه في البيت والخيبة حليفتها.

قد سمعت مقولة لعلي ابن ابي طالب تقول : لا تعلمو ابنائكم على عاداتكم فأنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم. وهذه لحكمة بالغة. وهي تشير ان المجتمع في تطور فالعادة التي تصلح لزماننا قد لا تصلح لزمن اخر.


عندما احتك شعبنا المسلم بالحضارة الغربية انجرف بتيارها, وصار مجبر على الاقتباس منها سواء كان الاقتباس حسنا او سيئا.

ومن غرائب الامور ما رآه وعاظنا في هذا الامر ان قالو: خذو من الغرب محاسنه واتركو مساوئه. كأن المسألة اصبحت انتقاء اراديا كم يدخل محل الخضروات ليشتري بطيخ او من يدخل كفتيريا ليختار ماذا يأكل.

اريد ان اخبر هؤلاء المغفلين ان الحضارة جهاز مترابط لا يمكن تجزئته او فصل اعضائه عن بعضها. فالحضارة حين تقبل تأتي بحسناتها وسيئاتها. وليس في امكاننا وضع مراقب على الحدود ليختار لنا الحسن ويطرد السيء. وما اقصده انها تيار يجرف كل شيء ولا يمكن الوقوف في وجهه.

بمناسبة هذا الحديث تذكرت ما قرأت عن حياة الامام يحي بن حميد الدين حيث قرر ان يصمند في وجه التيار فمنع كل شيء عن الحديد اليمنية مهما كان ثمنه.

لقد قام بمنع كل شيء يأتي من الغرب حيث كانت سياسته بأن يمنع دخول اليسير حتى لا يؤدي ذلك الى دخول الشيء الكثير.

ولكن كلها فترة مؤقته ولم يتمكن من الاستمرار طويلا فالتيار قوي جدا ولم يتسطع ان يصده ومهما طال الزمان.

فبعد فترة جاء ان احتاج الامام الى دواء من الغرب ليعالج به مرضه او يحتاج لسيارة تحمله وتيلفون يتصل به لمن يحب. واسلحة يحارب بها خصومه وهذه الحاجة ازدادت مع الزمن.

واليمن دوله واقعة تحت الحضارة الحديثه لا محالة من ذلك سواء اراد هو ذلك ام كره. وعد هذا تأتيها الحضار بكل ما فيها من وسائل سواء كانت نافعة او ضارة.

واذا حصل ذلك تهب المرأه هنالك كما هبت هنا ورأينا ذلك بام اعيننا حيث طالبت بحقوقها ونشدت المساواة ودخلت المدرسة في البداية واحتفظت بالحجاب ولما تعلمت طلبت الوظيفه ولما توظفت اسفرت عن وجهها وبعدها تبرجت وكل طور يجر وراءه الطور الذي يليه.

وما حدث في اليمن حدث في دول عديدة والتطور الاجتماعي يسير في كل بلد على منوال ما سار عليه في بلد آخر. تلك سنة ولن تجد لهذه السنة تبديلا.


تحياتي
مفكر حر

هناك تعليق واحد:

ماشي داري يقول...

السلام عليكم استغربت كثيرا ما كتبت بهذا الفكر اللذي يفتقد الحقيقة ولكن لاعجب ولن يتغير هذا الفكر لديك ما دمت تتحدث وتصف شيئا تسمع او تقراء عنه في كتابات امثالك البعيدين عن الحقيقة مثلك سمعوا او قراؤ مثلك فقط وبودي ان نترك هذه الحماقات والحديث عن اشياء سمعناهم قالوا فقلنا اذا اردت الحديث عن الدين وعن اقوال العلماء فخذه منه مباشره عند ذلك سيتغير كلامك