الثلاثاء، 1 يوليو 2008

من معضلات العقل العربي. الواقعة من اوقعها.

يا ترى كيف يفكر المثقفون العرب الحداثيون, ولنترك حاليا المتدينين السلفيين الرايدكاليين


لنرى ماذا يقول ادونيس :

حضارة بأربعة أرجل, كل جهة قتل وطريق الى القتل

تمثال امرأة ترفع خرقة يسميها الحريه, ورق نسميه

التاريخ, وفي يد تخنق طفلة أسمها الارض

نيويورك

جسد بلوك الإسفلت. حول خاصرتها زنار رطب, وجهها
شباك مغلق

نيويورك

كسل يشبه العمل عمل يشبه الكسل. القلوب محشوة
إسفنجا والايدي منفوخة قصبا.ومن أكداس القذارة

وأقنعة الأمبيرستيت, يعلو التاريخ روائح تتدلي صفائح

صفائح:

ليس البصر أعمي بل الرأس,

ليس الكلام أجر بل اللسان.

نيويورك

سوق العبيد من كل جنس.

بشر يحيون كالنباتات في الحدائق الزجاجية.

بائسون غير منظورين يتغلغلون كالغبار في نسيج الفضاء

ضحايا لولبية,

الشمس مأتم
والنهار طبل أسود.

نيويورك

امرأة من القش والسرير يتأرجح بين الفراغ والفراغ.

نيويورك

أيتها المرأة الجالسة فوق قوس الريح,

شكلا أبعد من الذرة,

نقطة نهرول في فضاء الأرقام,

فخذا في السماء وفخذا في الماء.

نيويورك

كل جدار فيك مقبرة.

كل نهار حفار أسود,

يحمل رغيفا أسود صحنا أسود

ويخطط بهما تاريخ البيت الأبيض.

نيويورك

رمل من البشر يتكاثف بروجا بروجا

وجوه تنسج الأزمنة.

النفايات ولائم للأطفال,

الاطفال ولائم للجرذان.

نيويورك

مهرجان سلاسل وعصي, والشرطة جرثومة الزمة

طلقة واحدة, عشر حمامات.

العيون صناديق تتموج بثلج أحمر,

والزمن عكاز يعرج.

نيويورك

تمزجين الأطفال بالثلج وتصنعين كعكة العصر.

صوتك أكسيد, سم مما بعد الكيمياء,

واسمك الأرق والاختناق.



لنرى ماذا يقول محمد الدميني:

نيويورك ابتعادك
كاقترابي منك .. أرض تنجب
الأنواء, ممحاة لطمس الفرق
بين الجهل والجهال,
مكتبة تبيع الحبر بالتخفيض
كي يتناقض الكتاب..
سيدة أبت وانا طريق الجريمة
كالطرق
في قاموسك المصنوع من سقيا دمار
لم تكوني غصن ""وايتمان""
ولكن كنت قبره


يا ترى هل استطاعت العقلية العربية بعد اكثر من خمسين عاما على التنوير العربي ان تغير من خطاباتها الانشائية والعاطفية المتعصبة وتتخلى عن تعاليها ومكابرتها ونرجسيتها, هل احتكمت الى الواقعية والى التغيرات الدولية ام انها تنظر الى الاحداث وكانها تعيش وحدها في هذه الدنيا دون ان تعتبر الاخر


حقيقه لا اريد ان اشرد ذهن قارىء المدونة بطرح الملف الايراني او الفلسطيني او اللبناني او غيره ولكن اريد ان اطرح ملف مهم جدا جدا حتى اسهل الى قارىء المدونة ما اريد الوصول اليه وسأقوم بالاستشهاد واقعة 11 سبتمبر.

حيث كان الحادي عشر من سبتمبر اختبار كبير الى العقلية السياسية العربية. وقد انتظر الجميع ردة فعل العقلية العربيه وكيف يتصرف. حيث ان الواضح في الايام الاولى من القضية انها حبكت في بلاد المسلمين والعرب وتم تنفيذها من قبلهم. وقد اوقعها فقراء وضعفاء. وقد برر البعض لشرعيتها بأنها ارهاب فقراء او ارهاب ضعفاء.

وحقيقة لقد شهدنا قبل الكارثه بأن العقلية السياسية العربية كانت تستنفر ضد الولايات المتحدة. وكانت القنوات العربية وبقيادة قناة الجزيرة الوهابية تهاجم في الصبح والمساء امريكا وتهاجم السياسة الامريكية وقد رأينا الشكرمن مستمعين هذه القنوات ومن ممن يريدن التشهير بالسياسة الامريكية بعد كارثة 11 سبتمبر. وطبعا الصحافة العربية فتحت مجال لكل من لديه حقد دفيق سابق على امريكا وغضب على سياسة الولايات المتحدة المؤيدة والمناصرة الى اسرائيل والتي لم تتغير من عام 67 كما يقول مايكل يونغ وكانت اسباب هذه العداوة اربعه الا وهي :
مواقف الحرب الباردة
فشل الانظمة العلمانية في الشرق الاوسط
القضية الفلسطينة
الضيق بالعولمة

وقد حدث ان جاء هذا الامر في الانتفاضه الفلسطينية الثاني اثناء كون شارون رئيسا الى الوزراء وما كان يفعله من قتل وهدم وتنكيل وطرد ونفي الى الفلسطينين في الضفه الغربية. وايضا اثناء السكوت الامريكي لما يفعله شارون. فكان الرأي العام العربي معبأ ضد الولايات المتحدة من قبل كارثة الحادي عشر من سبتمبر. وعندما وقعت الواقعة قال الجانب المهيمن من العقل السياسي العربي ان من فعل هذه الواقعه ليسو عرب ولا هم بمسلمين وانما هم من داخل الولايات المتحدة او هم غربيين لهم ثأر دفين ضد الولايات المتحدة. وتناسو الارهاب الاسلامي الاصولي لاكثر من عشرين سنة والذي قام به جماعات اسلامية من اعتيال السادات الى محاولة اعتيال حسني مبارك والى المدمرة كول في اليمن والعديد العديد من الامثلة.

في اول الايام لحادثة سبتمبر انذهل العالم من شرقه وغربه واخذت الاراء والاجوبه تضرب وتتسأل عن سؤال مثير : من فعلها ومن اوقعها؟ خصوصا وانها تتمتع بدقة عالية وتنظيم محكم وهي مثل ما يقولو سهل ممتنع اقصد انه لو فكرت فيها لوجدت انها لا تتطلب غير الشجاعة والفدائية ومقدارا من الجنون والهوس والقليل من النقود لشراء بعض السكاكين وفي تقدير العديد من المراقبين انها لم تكلف اكثر من 250 الف دولار على اكثر التقديرات.

حقيقت تصادمت الاراء حول هذا الامر في بداية الامر قالو بان عملية كهذه اكبر من قدرة العقلية العربية المتخلفه, ولا يستطيع ان يفعل ذلك الا ابناء التكنلوجيا العالية والذين يقع العرب خارج نطاقهم وان من هو مؤهل لهذا هم الشباب الامريكي المتمرس بمثل هذه الاعمال.

والاخر قال لا فاليهود هم وراء العملية والموساد هو من دبر ذلك وهذا هو الدليل :

- ان اليهود باعو برج التجاره العالمي قبل سبعة اشهر من كارثة 11 سبتمبر بمبلغ ثلاثة مليارات و250 مليون في ان تكلفة البرجين هو 37 مليون دولار.
- ان اليهود الذين يعلمون هناك تركو مكاتبهم قبل وقت من اصطدام الطائرات
- ان شارون قرر الغاء الزيارة التي كان سيقوم بها الى امريكا
- انها كانت خدعة لتحويل الرأي العام ضد العرب والمسلمين الذي يجرمون اسرائيل

ومن العباقرة العرب من قال ان هذا الامر ليس من عمل الانس ولكنه من عمل الجن والشياطين وان الولايات المتحدة التي تهول قدرات الدول تهول وتضخم كذلك قدرات الاقراد العاديين لكي تضرب من تشاء ساعة تشاء. فالولايات المتحدة تفكر في ضرب مزرعة للدواجن وتطبل بانها معمل للقنابل. فهذا العمل عمل كبير ومعقد وفوق امكانيات بن لادن وهو ربما من عمل الجن.

وكانت الزبد من انتهت اليه العقلية السياسية العربيه وخصوصا العقلية السياسية المصريه ممثلا باربعة من العباقرة هم : مصطفي الفقي , فهمي هويدي , مصطفي محمود , حسنين هيكل هو ان قالو : احنا ملناش دعوى هو احنا قد الشغل ده !!!!!!


يقصد انه لا علاقة الى العربان والمسلمين بهذا الامر. ونحن لا نقدر ان نقوم بهجوم بهذه الدقة وبهذه الضخامة, وان ما يقول الاعلاميون الغربيين عن علاقة العرب والمسلمين ما هي الا مؤامره ضد العرب والمسلمين للف الرأي العام عما يحدث في فلسطين من جرائم يرتكبها شارون.

وقد اعجبني عزمي بشارة عندما رد عليهم قائلا عن مسألة المؤامره انها مزاج سياسي خرافي عاجز عن التحليل السياسي والتعامل مع نتائجه, وينم عن ميل الى تفسير الاحداث عبر قصة او حكاية وفعل ارادي تقوم به قوى الخير وشر ونور وظلام.

وكذلك قام محمد الرميحي بالرد على مسألة المؤامره بالتالي : ( ان جملة التحليلات العربية يتأرجح بين الرؤوية العاطفية التي تحجب العقل من ناحية, والخضوع لنظرية المؤامره من ناحية اخرى, اما للمسايرة او للتبرير حيث تتحول المناقشات الى مجادلات عقيمة, لا تحرم الجمهور من التنوير والوعي فحسب, بل اكثر من ذلك انها تشحنه في الاتجاه المضاد للعقل والمنطق والفهم العلمي للاحداث. وهو توجه يخيف العقلاء الذين يجهدون في التحذير من ان عقول كثيرين من ابناء جلدتنا مهددون بالتلوث المعلوماتي الذي يقود الى التعصب والتخلف في الفهم والمعالجة) وايضا يقول الرميحي : ( كل الحقائق الاولية قفز عليها كثير من الكتاب والمحللين العرب ليقدموا لنا تحليلات قريبه من الخرافه. و أن جملة التحليلات العربيه او اكثرها متأرجح بين الرؤوية العاطفية التي تحجب القعل من ناحية وبين الخضوع لنظرية المؤامره من ناحية اخرى. وتتحول المناقشات الى مجادلات شخصية عقيمة لا تحرم من الجمهور من التنوير فحسب, بل تشحنه الى الاتجاه المضاد للعقل والمنطق والفهم العلمي للاحداث)


وايضا كان رد العقلية العربية على هذه الكارثه التي سببها الارهاب هو التنصل من الارهاب, كما يقول وضاح شرارة ان العقل السياسي العربي قال حيث لابد من الفاعل لقيام الفعل, ويقضي المنطق الا يكون الفاعل هو الضحية المثخنة بالجراح, اذن فنحن العرب والمسلمين لم نفعلها, ولا علاقة لنا بها, فقد كان لدى العرب اسبابهم وححججهم في ذلك والتي اصبحت هباء منثورا عندما خرج ابن لادن من كهفه وقال ان طلائع الفتح الاسلامي هي التي اوقعت الواقعة ومن هذه الاسباب
- ان الجماعات الاصولية لم ترتق الى هذه الدقه والتنظيم
- ان مجال عمل هذه الجماعات هو الارض وليس الجو
- ان هذه الجماعات هي مجموعة من الدراويش حفظو بعض الايات والاحاديث وبعض كتب سيد قطب التكفيرية وليس لهم أي شغل بهذه التعقيدات التي تحتاج الى تدريبات وخبرة
- ان اعداء الولايات المتحدة كثيرين وليس هم العرب والمسلمون فقط فلهم اعداء في امريكا اللاتينية وجنوب شرق اسيا واوروبا الغربيه والشرقية وافريقيا
- ان اعداء الولايات المتحدة من اليمينيين في داخل امريكا يكرهون امريكا اكثر من الريدكاليين الاسلاميين
- ان هناك الكثير من الجوازات العربيت تسرق او تباع فربما ان هذه الاسماء التي نشرب والتي قيل عنها انتحلها اشخاص فمثلا عبد العزيز العمري مهندس كهربائي يعيش في السعودية الان وسالم الحازمي في الهيئة الملكية في ينبع وسعيد الغامدي يعمل طيار في تونس واحمد النعمي يعمل طيار في الرياض و وائل الشهري يعيش في جده . وتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض فصحيح ان هناك المئات من عائلة الشهري يحملون اسم وائل او وليد والمئات من الغوامد يحملون اسم سعيد وكذلك الحال مع الحازميين والعمريين و لكن الصور التي نشرت قطعت الشك باليقين ولم يعد فيها ما يقال
- ان بيئة السعوديه غير مهيئة لانتاج مثل هذه العناصر المتطرفة فالشعب السعودي يحب القيادة ويناصرها بكل قوة وايمان, ويعتز بالحركة الاصلاحية الوهابية . والغريب ان السعوديين حملو السلاح وقاتلو في ثلاثه حروب ضد الارهاب الى جانب امريكا الا وهي حرب الخليج والبلقان والشيشان كانت فيه امريكا الى جانب المسلمين ولم يكن لدي المجتمع السعودي هذه الحساسية تجاه الحرب الرابع ضد طالبان وابن لادن ويبدو ان هذه الحساسية اتت من الخمسة عشر رجلا الذي كانو من ضمن التسعة عشر ممن تسببو في هذه الحرب. وتلك سابقة لا مثيل لها في التاريخ الحديث والقديم السعودي. ومن هنا اصبحت الدوله في السعير. وهي التي كانت دائما تتحرك سياسيا محليا وعالميا من وراء الستار وتكره النجومية السياسية وتنأي بنفسها ان تكون متورطة في قضية سياسية محلية او عالمية مما دفع الاعلام الغربي الى فتح الكثير من الملفات التي كانت سرية ومغلق عليها في الادراج.
- ان الغربيين يبحجو عن حجه كل فترة لكي يرجعو بالحروب الصليبية ضد الاسلام وعندما قال بوش في خطابه انه اعلن Crusade وكان يعني هنا الحملة وليس الحملة الصليبية اعتقد معظم الكتاب والصحافيين ان هذه الكلمة تعني حملة صليبية والغرب سيقوم بشنها على العرب والمسلمين وان الولايات المتحدث تبحث فقط عن حجه لتغزو الاراضي الاسلامية.
- رأيت بعض المقولات الى اصوليين ومنه ابو قتادة عمر ابو عمر وهو لاجىء سياسي في بريطانية ومطلوبا للعدالة في الاردن بان ادارة الولايات المتحدة هي التي نفذت عملية 11 سبتمبر لكي تغطي على مسألة الركود الاقتصادي القادم على الاسواق الامريكية. وانها ليست هي الوحيدة واستشهد بواقعة بيرل هاربر عام 41 وقال انها لم تكن هجوم من الجيش الياباني على الامريكان !!!! ولكنها كانت مؤامره امريكية لتاخذها امريكا حجة وتضرب اليابان!!!!
- ايضا سمعت من بعض المعلقين يقولون ان المسلمين لا يرون في الولايات المتحدة الا صورة الشيطان. وانها اصل البلاء وانها الدولة الامبريالية الاعظم. وانها ستفرض ثقافتها على شعوب المنطقة بالقوه. وانها تسرق خيرات الشعوب لمصلحة مجموعة من الاغنياء الذين يتحكمون في العالم واسعار الاوليات. وان الامريكان يستعدون لحرب على الاسلام الذي هو العدو الاول لها. وان الامريكان هم رواد العنف ويشجعون عليه وينحازون الى الاغنياء ضد الفقراء والمظضهدين. يكيلون بميكالين, وان المبادىء التي يتشدقون بها ما هي الا للتزويق واشباغ غرور الشعب الامريكي واقناعه بانه الافضل

وايضا قرأت الى مصطفي الفقي والذي يقول عن نفسه بانه قومي بان الارهاب في التاريخ العربي ليس جديد بمعني تايك ات ايزي وراح الفقي يستعرض حوادث الارهاب في التاريخ العربي الاسلامي من مقتل عثمان وعمليات القتل والتنكيل التي نفذها الامويون والعباسيين ونفذها الشيعه بالسنه والسنه بالشيعه والسنة بالخوارج ... الخ . ومن اساليب التخفيف من الكارثه ليس على الامريكان ولكن على العرب الخائفين من العقاب.

وكتب فهمي هويدي و هو مستغرب وكان محقق بوليسي وقال ان الطريقة التي تم بها ذلك تثير شكوكا قوية حول هوية الفاعلين خصوصا ان الاداء في هذه العملية يتجاوز بكثير سقف المحاولات التي قام بها بن لادن وجماعته, ذلك ان العملية تتطلب تنظيما خارقا كما تتطلب مستوى رفيعا من الكفاءة الفنية في قيادة الطائرات, ناهيك عما توفر لها من خيال وابتكار واسعين. وهذه العناصر لم تتوفر من قبل في أي عملية ولم تجتمع ان شئت الدقه في أي عملية قام بها منسوبون الى الشرق الاوسط خلال الاربعين سنة الاخيرة على الاقل.

وايضا خرج لنا مصطفي محمود كعادته في التصدق الى القضايا المصيرية الكبري وهو تهويمات خيالية بعيدة عن الشرق وجنونه واسلام الجماعات الاصولية, وقال ان من نفذ هذه العملية و اوقع هذه الواقعه ليسوا من المسلمين ولا من العرب ولكنهم من اتباع المسيحين السبتيين Adventist الامريكان. وهم اتباع كنسية السبت التي تؤمن بقرب المجيء الثاني للمسيح. وهو لا يعتقد بان ما حدث كان من عمل جماعات اسلامية ولا يظن بأنه كان بايدي جماعة بن لادن. فقد كان الاداء فوق مستوى حسابات الامريكان. وكان المهاجمون ينفون نصا مدرسيا بمهارة. والاحتماال الاكبر ان الذي فعلها هم اليمين الامريكي المعارضين للحكم والذين اقسمو ان يذيقو امريكا اسود ايامها.

وخرج عبقرينو حسنين هيكل امام العالم بدراسة وقال ان الذين فعلو هذه الفعلة لا هم بعرب ولا هم بمسلمين وانما هم صربيين!!!!! ويعلق عليه وضاح شرارة " وهو تخمين لا يجرؤ على القول به معلق محلي متواضع ولصيق بالرأي العام ونبض الشارع" . وجاءت مهارات هيكل الفنية كالعادة في هذه المناسبات التي يكتب فيها ويحجب ويفتح في الرمل والفنجان, وهو الذي يشكل الآن جزء كبير من العقلية السياسية العربية المعاصرة, كما يساهم بشكل فعال في تشكيل الرأي العام العربي, او كما يقول وضاح شرار بأنه امام الرأي العام العربي.

وهل عبقرينو هيكيل بهذا الفتوى اتمنى ان تقرأوه لتضحكو جميعا:
( ان ابن لادن ليس لديه قوة وحش فرانكشتين. فهو على وجه القطع لا يستطيع ان يخطط او يدير او يسيطر على عمليات من نوع صواعق نيويورك و واشنطن, فضلا عن انه لا يظهر ما يؤكد ان صواعق نيويورك و واشنطن مسألة لها علاقة بحق عربي مغتصب في فلسطين او بحق اسلام يتهم بما ليس فيه هذا الزمان. والواضح ان المسألة اوسع من ذلك واعم. والاغلب ان تتصل بعولمة الرفض والارهاب اكثر مما تتصل بخصوصية القضايا العربية او الاسلامية. وأن ابن لادين وتنظيمه ليس مراقبا فقط ولكنه مخترق من اجهزة امن محلية, اولها المخابرات الباكستانية العسكرية والمدنية, وهي الراعي الاساسي لطالبان ثم مخابرات الهند بالاضافة الى خمسة اوستة اجهزة مخابرات عربية و اوربية. والشواهد تكاد تنطق بأن الفاعل طرف مستجد على الساحة)


وقام هيكل بترجيع ان يكون من فعل هذه الفعله هم الصربيين!!! وقام بطرح حججه والمبررة عبر حكايات وتهويمات سياسية كالعادة.
ولم يقتصر على الانكار في ذللك على اليمين العربي فقط بل شمل ايضا الوسط واليسار كذلك الذي الذي لم يتردد في القول ان من غير الانصاف تحميل العرب ما جناه سواهم ولنرى عصام نعمان : "رغم غياب الادلة القاطعة على ضلوع ابن لادن او سواه من العرب والمسلمين في التخطيط للانفجارات العائلة في نيويورك و واشنطن ورغم وجود قرائن وازنة تثبت عكس ذلك, فأن الادارة الامريكية لم تتورع عن اتهام ابن لادن وزهاء عشرين شخصا عربيا ومسلما بمسؤوليتهم الجنائية عن الحدث الخطير. بل ان الادارة الامريكية اثارت من الضجيج والتهديدات وحركت من الجيوش والاساطيل , واستصدرت من مجلس الامن القومي من القرارات ما يشير بوضوح الى ان حربا طويلة الامد بدأت تشنها مع حلفائها ضد اهداف اسلامية في الدرجة الاولي"

وبعد ذلك جائت المفاجئة الكبري الى العقلية السياسية العربية من الذين قالو بنظرية الضحية ونظرية المؤامره ونظرية السبتيين ونظرية الصرب ونظرية الانس والجن وغيرها من التبريرات والتنصلات التي اجادوها واحترفو اختراعها وتخيلها.

فقد وقف ابن لادين اخيرا عبر تلفزيون الجزيرة الوهابي وبعد اسبوع من هذيان العبقرينو هيكل وكسب الماء البارد على الرؤوس وعلى من انكر مقدرته ومقدرة العقلية العربية في التخطيط وتدبير. ورفض ابن لادن وعربانه ان يخطف اليمين الامريكي هذا الامر منهم وانكر على الجن ان يفعلو ذلك. وابي ان يكون الصربيين اشجع منه واكثر منه مقدرة في التخطيط. وقال عبر خطبته الانشائية الوعظيه : نحن الذين فعلناها ولم نفعلها, ولكننا فعلناها ولم نفعلها, بمعني انه لم يتبن من العملية صراحة. ولكنه قال بأن الذين قامو بها ليس من اليهود ولا النصاري وليسو صربا ولكنهم مسلمين وقال التالي:

( فلما أن وفق الله سبحانه وتعالى كوكبة من كواكب الاسلام, طليعة من طلائع الاسلام, فتح الله عليهم, فدمروا امريركا تدميرا, ارجوا الله سبحانه وتعالي أن يرفع قدرهم وان يرزقهم الفردوس الاعلى, فانه ولي ذلك والقادر عليه. فلما رد هؤلاء عن ابنائهم المستضعفين وعن اخوانهم واخواتهم في فلسطين, وفي كثير من بلاد الاسلام, صاح العالم بأسره !! )

وبهت الذي شك وانكر وصاح واسكتبر بعبارات بن لادن

وايضا ازداد العجب من قبل الذين انكرو حين وقف سليمان ابو غيث الناطق الرسمي باسم تنظيم القاعدة واكد الظنون الامريكية بان التنظيم هو المسؤول عن 11 سبتمبر.

ولقد كانت الفاجعة الى الرأي العام العربي الذي انكر على العرب والمسلمين ان يكونو مسؤولين لهذه العملية حيث بثت وزارة الدفاع النتاجون شريط الفيديو الذي يصور خالد الحربي الاصولي السعودي والذي كان يقوم بالاتصال بالسعوديين باسم اسامة بن لادن داخل السعوديه ويدعوهم الى الجهاد في القاعدة وهو الذي بن لادن في قندهار وكان يجلس مع الحربي وبن لادن في هذا الشريط سليمان ابو غيث وايمن الظواهري وكانت الغايه من تصويره هو نشره بسرية لاغراء المزيد من الناس للتطوع للجهاد في القاعدة.

وفي هذا الشريط يعترف بن لادن بقيامة بتخطيط الى 11 سبتمبر. وكانت الفاجعة الكبري في هذا الشريط ان بن لادن دفع هؤلاؤ الشباب الى جرائم لم يلعمو بها الا في اللحظه الاخيره من تنفيذها كما اعترف هو نفسه. ولو كانو يعلمو بما سوف يفعلون لربما لم يفعلو ما فعلو. وقد انكر ذلك من باب التعالي والانفه وعدم الاعتراف بالحق والخطأ كثيرون في العالم العربي. وقالو بان الشريط هو تلفيق من الولايات المتحدة. في حين اعترفت السعوديه بان خالد الحربي كان فعلا مع بن لادن في الشرط وبان الحديث الذي دار بينهما صحيح. وكان هذا الشريط صدمة كبرى لكل من حاول التنصل من هذه الجريمة من اصحاب اليمين والشمال والخليج.

هناك تعليق واحد:

Hayat يقول...

مرحبا ..

1) لا وجود لمثقف حقيقي في الوطن العربي .. هناك اشباه مثقفين !

2)تنوع التحليل و القراءه للاحداث دائما تكون متنوعه و متعدده سواء كان في الوطن العربي او خارجه ..و كلا له افكاره و مصادره و معلوماته .. و لتنوعها .. تتنوع التحليلات و لكن يأتي الاختلاف بالموضوعيه ..الفيصل .. فعند شروق شمس الحقيقه .. ينكشف الستار عن قراءتنا و يتم التأكد هل كانت تتصف بالمنطقيه و الموضوعيه او لا ! .. و هذا النقطه تنطبع على الجميع !

3) لحد الآن لم تشرق حقيقة احداث 11 سبتمبر .. !

تحياتي