الاثنين، 7 يوليو 2008

استخدام العنف – حوار حول القضية الفلسطينية

حقيقة لقد طفح الكيل بي ليلة البارحة عندما ذهبت لشرب الشيشة في احد مقاهي البلد مع احد اصدقائي. وهذا الاخير يساري التوجهات مع خلطة دين قومية عجيبه ومع انه كرر واكد لي انه علماني التوجهات لاكثر من خمسين مرة في حوارنا ليلة البارحة. ولم اصدق ان افلتت من كماشته لانه حتى لو جاء الله بنفسه ليقنع هذا الرجل بأن حمل السلاح في هذا العصر في كل القضايا شي خطأ لما اقتنع, مع ان السيد الله موفر كلامه كله الى يوم القيامة ليرى ارائنا جميعنا وبعدها سيطرح حضرته رأيه في جميع القضايا خصوصا كقضية مهمة جدا ومؤثره في الشرق الاوسط كقضية فلسطين (فحسب معلوماتي بان السيد الله قد قام ببيع فلسطين الى ثلاث ديانات وتركهم يقتتلون فيما بينهم).

قد يحتج البعض على ان حمل السلاح قد نجح في الماضي مع بعض الحكومات ومع الاستعمار, ويأتي لك بالاجوبه من افريقا واسيا وامريكا اللاتينية الخ, وبالطبع فانا لا انكر ذلك ولكن يجب ان نعلم ان لكل قضية زمانها ومكانها الخاص ومرحلتها التاريخية, وبالتاكيد لا يمكننا عمل عملية استنساخية الى تجاربنا (مثل ما يفكر السيد الله). يعني بالمختصر الشديد يا شباب قد تكون هناك تجربه في احد البلدان وفي احد الازمان ولكن لما نجي نطبقها في بلد اخر وزمان اخر راح نعمل مصيبه.

ولو اخذنا امثلة من التاريخ لرأينا ان الثورة في كوبا نجحت بعد ان قام مجموعه من الاغبياء تحت قيادة فيدل كاستر و راوول بشن حرب عصابات ضد حكومة التعبان باتيستا ولما كان الناس هناك على مقدار من التخلف والجهل فقد قامو بنصرة الثورة والى اخر القصة الشعبية الحكاواتيه المعروفه, وبعد ذلك جاء البطل المقدام الاخ العزيز جيفار وحاول عمل عملية استنساخ لهذه الثورة في بوليفيا وبالتأكيد فقد فشل فشلا ذريعا وبنهاية مأساوية, وبالطبع بعد فشل جيفارا فلا بد للعرب ان يعملو نفس عملية الاستنساخ لكي يفشلو ايضا (وحيث ان فشل الشيء بالتجربه عند العربي يثبت ضرورة تطبيقه) , فقد قام مجموعة من اليسار الشيوعي البطل في العراق بمغامرة تحت قيادة الاخ العزيز عزيز الحاج وقامو بقتل عدد من الفقراء (تحت ذريعة انقاذهم من الفقر بكل تأكيد) وكانت النتيجة مأساويه جدا ومبكيه حيث فشلو فشلا ذريعا, ولكن مع ذلك فقد تاب عزيز الحاج وتاب الله عليه وهو حاليا ليبرالي التوجهات ويدين حمل السلاح ونشكر الله على هذه البادرة الطيبه منه الى عزيز الحاج واتمنى من احد اللاعبين ان يعيد الكرة الى ملعبه بعد تنفيذ الرمية الجانبية.

وكذلك ايها العرب لكم في الاكرد عبرة يا اولي الالباب فلم ينفعهم حمل السلاح لمدة سبعين سنة, وايضا يا معشر العرب لكم في تجربة جيش ايرلندا الجمهوري عبرة حيث استمرت المشكلة لاكثر من ثلاثين عاما ولم ينفع معهم حمل السلاح بشيء وتم حل المشكلة في النهاية بالحلول السلمية والشكر الى توني بلير. ولنا ايضا ان نعرج على منظمة ايتا والتي لم تجني سوى المأسي.

اما بخصوص موضوعنا اليوم وهو المقاومة الفلسطينية الباسلة فلم تجني سوى مجموعه لا يستاهن بها من الكوارث في الشرق الاوسط وازمات معقدة الحلول, وقد تحولت المسألة الى قتال متوحش ودماء تسيل للركب حتى بين الفلسطينين انفسهم.

واحب ان انوه ايضا الى ان العديد من الناس اكتشفو وبعد تجارب عديدة الى ان اسلوب العنف هو فاشل, ومنهم عزيز الحاج وجلال طالباني ومسعود البرزاني, فمشكلة الناس هو انهم لن يسلكو طرياق صحيحا الا بعد يجربو الطرق الخطأ, ولهذا فالطريق الصح يأتيك قسرا بعد ان تمر عليك كارثه مثل ما مرت مع الشباب اعلاه.

ولقد دار حديثنا في ليلة البارحة حول حماس وفتح, ولا يخفى عليكم النصر الالهي المبين الذي حققته حماس حيث فازت على حسب ما اذكر بسبعين مقعد في الانتخابات التشريعية. وقد تكلمنا عن معبر غزة والحصار والهجوم الاسرائيلي على غزة والضفة الغربيه وعلى حماس خصوصا. وقد تباكي صديقي العزيز على حال الفلسطينين وبدأ بالقاء اللوم على مصر وامريكا والسعوديه الى اخر القائمة. وحيث انه كل يوم افتح التلفزيون لارى مثقف او كاتب او زعيم فلسطين يستغيث بالعرب ويستنجد بهم ويلومون العالم والرأي العم والضمير العربي والحكومات العربيه (ما خلو احد من الاولين والاخرين) على عدم نصرتهم , وطبعا الشيء الغريب ان الفلسطينين لا يتذكرون هؤلاء جميعا الا بعد ان تقوم اسرائيل بمهاجمتهم وبعد ان تنتهي بهم جميع السبل والحيل لوقف القوة الاسرائيلية.
وطبعا الفلسطينين هم من يقرر اولا واخيرا في كل امور دولتهم, وبالطبع هم يرفضو اي تدخل خارجي سواء كان امريكيا او اوربيا او عربيا في طريقة قيام الدولة وتخطيط الدوله والخ . مثلا ياسر عرفات اذكر في اوسلو 93 لم يم باستشارة لا زعيم عربي ولا عالمي ولا مريخي, واذكر احد تصريحاته بان اوسلو هي خيار خاص الى الفلسطينين, وبعدها في كامب ديفيد لم يقم باستشارة احد ابدا بعد ان قرر ان يرفض الاتفاقية لا من الحكام العرب ولا من الحكام الجرب, فلم يقبل الفلسطينيين ان يكون الى العرب شراكه في اتخاذ قراراتهم.

وطبعا الاخوان الفلسطينين في جميع مراحلهم الكفاحية والتفاحية وكل التشابكات لم يدعو مجالات الى العرب سواء كانو من الحكام او النخب في اتخاذ القرار الفلسطيني, حيث ان الخيار مثل ما يقولو خيار وطني فلسطيني, وليس لاحد دخل فيه غير الفلسطينين, وللفلسطينين الحق فقط في ذلك, ولكن وبناء على كلامهم هذا عن الخيار والطماطم يجب عليهم الا يطلبو النجدة من العرب عندما تأتي عليهم الهجمة الاسرائيلية على قرارات هم اتخذوها فيجب عليهم تحمل المسؤولية في النهاية.

فالعرب وفي العالم كله غير مسؤولين عن صبي احمق يمسك رشاش ويقتل مدني من الطرف الاخر وايضا غير مسؤولين عن اصرار مجموعه من الفلسطينين على مهاجمة اسرائيل بالقنابل والصواريخ والرشاشات وبالاسلحة التقليدية الضعيفه.

وكما ذكرت سابقا فقد انتخب الشباب حماس, وبالطبع هم يعلمون بان الخطاب الحمساوي غير مقبول في العالم كله, ومرفوض من العرب الذين يطلبون عونهم, وحماس حقيقه هي من رفض مبادرة السلام العربيه في بيروت كما اذكر, واستمرت في رفضها رغم ظغط مصر والسعوديه, ومع ذلك يستنجد الفلسطينين بالعرب بعد ان وقعو في البئر المهجورة المظلمة وبين الالغام والهوايل.

بالطبع فالفلسطينين مصرين على حمل السلاح الآن على الرغم من وجود وثيقة الوفاق الوطني وهي سلمية وتنص على المقاومة السلمية واتحدى احد ان يستخرج منها كلمة مسلحة في البنود الثمانية عشر المذكورة, وقد وافق العرب على الوثيقه قبل ان يوافق عليها الفلسطينين. وحتى ان العر سابقا قبلو بقرارات الامم المتحده من قرا التفسيم 181 رغم عد اظهارهم لذلك خوفا من الاغتيالات التي يقوم بها الفلسطينين الى من يجاهر بالحل السلمي ويرضى بالتقسيم. وطبعا لهم تاريخهم في ذلك فلن ننسى عبد الله بن الحسين وايضا وصفي التل وايضا لا ننسى انهم قامو برجم الحبيب بورقيبه بالطماطم والبيض وكادو ان يغتالوه.

الفلسطينين بقياداتهم من اليمين الى اليسار كانو في جانب وكان العرب في جانب اخر, ولم يكن هناك قرار موحد بين الاثنين, في نفس الوقت كان هناك اكثر من اربعة عشر مبادرة سلمية جائت من الطرف العربي, كانت اشهرها مبادرة قمة فاس ومبادرة بيروت وغيرهم ولكن الفلسطينين كانو يرفضون هذه المبادرات وكذلك كانت اسرائيل, ولم يكن الفلسطينين بالذكاء والدهاء السياسي ليقبلو هذه المبادرات لاحراج اسرائيل امام العالم كل, بل كان يديرون المسألة بالطريق التي تعجبهم وتحقق مصالح الفصائل الشخصية وبالطبع هذا حلال عليهم ولا احد يجادلهم فيما يقررو فهذا وطنهم وارضهم, ولكن بالطبع فعليهم ان يتحملو نتيجة قرارهم فليس من العدل ان ياكلو الحصرم ويجعلو العرب بضرسون, وليس ايضا من العدل ان يشرقو ويغربو كما يحلو لهم وكما يقول لهم زعمائهم وفي النهاية ياتو الينا ويقول نحن في عرضكم, حلونا!!!

وحسب ما ارى حاليا فهذي الحركات ما صارت تمشي على العرب, وكفاية دليل البرود السياسي العربي تجاه المستجدات في القضية مؤخرا, فيما راح المهولسون والمحششون يقولو بانها ظغوط من امريكا ومن اسرائيل على الحكام العرب, ولكن هذه المواقف جائت من ملل وطفش العرب من القضية الفلسطينية المعقدة, لا ادري كيف يريدون العرب ان ينجدوهم وهم لا يستمعون لنصائحهم ولا ينفذون قرارتهم.

والكثير من الكتاب في فلسطين سواء كانو يمينيين او يساريين يصورن المسألة الى الفلسطيني على النحو التالي : قاومو وقاتلو واخطفو وسلمو امركم الى السراق والنهاب والمفسدين, وفي نهاية الامر على العرب ان يتحملو المسؤولية, وهذه المجموعه من الكتاب تقف الى جنب مقاومة السلاح, والتي لم يعد لها اي جدى تحت مسألة انه لا يوجد اي توازن في القوة بين الاسرائيلين والفلسطينين, والكثير من هؤلاء الكتاب يلومون الانظمة العربيه لعدم وقوفها الى جانب الفلسطينين في هذه المحنة الكبير وان هذا من حقهم على العالم وعلى العرب, ولكن اقول لكي ينال الفلسطينين تأييد العالم والعرب ان يظهرو بانهم شعب مسالم واعزل وله حق مشروع وطني ويريد ان يحل المسالة بالتي هي احسن وبالسلام وبانه ضد حمل السلاح.

ولعل انتفاضه 87 كانت دليل على ما اقوله فقد تعاطف العالم كله معهم ونالت القضية تأييد كبير في الرأي العالمي ولكنهم خسرو ذلك كله بعد الانتفاضه الملحسة التي قامت بها بعض الفصائل الدينية, وامام الفضائيات العربيه من دون ان يخرج لهم اعلامي واحد ويقول لهم ان هذا لخطأ كبير.

وحقيقه فالفصائل الفلسطينية المسلحة هذه نكلت بالشعب الفلسطيني وذبحته حيث انها دخلت معارك غير متكافئه مع اسرائيل, وهي تعلم بانها هي التي ستخسر والقضية هي مشكلة سياسيه, ومن الافضل ان الحل سياسي بتفاوض كما يصرح بذلك محمود عباس ولكن هذه الفصائل اذا طبقت الحل السياسي فستخسر الدهماء وسوف ينتهي امرها الى احد المساجد, فهم ليس عندهم في الخطاب السياسي غير الخطاب الدموي الذي يبقيهم في المقدمة ولسانهم الطلق والهاون والاربيجي والسكاكين ويرفعون اصابعهم ويتحدثون صوت عال حيث ترتفع هذه الاصابع عندما تتعطل العقول.

وصراحة ان الفلسطينين غير قادرين على فهم معنى الدولة, ولم يفهمو كلام بو رقيبه ورجموه بالطماطم , ولم يفهمو ما معنى النضال السلمي لحد الآن, فهم لا يعرفون كيف تكون هناك دوله محترمه تريد العالم ان يعترف بها.

وايضا اود قبل ان اختم هذا البوست ان اكتب لكم عن بعض الحلول التي عرضت على القيادات الفلسطينه ولكنهم رفضوها حيث فضلت رفضها على الوطن ومنها اقتراح لجنة بيل حيث عرضت على امين الحسيني 80 % من فلسطين ويبقى الى اليهود 20 % وبعد ذلك جاء عرض من الامم المتحده اقل من ذلك عندا تم عرض قرار التقسيم 181 وان يعطى 45 % الى الفلسطينين وان يكون الى اليهود 55% ولكن ايضا المسيو امين رفض هذا الامر, ولا ننسى اقتراح بورقيبه المرجوم في عام 65 حيث اقترح العودة الى القرار 181 لكن المسكين تم رجمه واتهامه بالخيانه من قبل جمال عبد الناصر. وايضا قام الرئيس كلينتون بمشروع تسويه ممتاز يعطي لهم 97% من اراضي 67 لكن ياسر عرفات رفضه.

يا ترى ما هو الحل, اتوقع لو تعود الضفه الى الاردن وغزة الى مصر سوف يكون الامر اخف كثير مما هو عليه الآن حيث يعود الحال كما كان قبل 67 وتستقر الامور الى طاولة المفاوضات والحلول السلمية للتسوية

تقبلو تحياتي
لامنتمي

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

أول مره أكتشف مدونتك..محتوى جيد ودم خفيف..والله عجبني نصو الله..اوريجنال

أخوك بن

NewMe يقول...

ماذا يتبقى للعقل؟
حين يؤمنون بأن الملائكة سترفرف فوق ثلة همجية
لأن النصرة لله ولأنهم يقاتلون في سبيله...
سيدي...
القضية الفلسطينة لا يزال الفلسطينيون
يبيعون ويشترون فيها...
يتمسحون بقميص يوسف
يكذبون ويكذبون
ففي الوقت الذي تتراجع فلسطين وملائكتهم خطوات
وتثب اسرائيل آلاف الأميال لوحدها
مثبتاً أن العلم نور
متابعة
دمت بحب
تحياتي

Mozart يقول...

اشكرك على مساندتك لنا في السابق و نتمنى لك التوفيق في عالم المدونات